04
السبت, أيار
0 مواد جديدة

المهدي اللاَمنتظر
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

الأسطورة كدودة عقلية. 

أيكمن ذلك في قابلية الذهنية البشرية بنيوياً لتمثل الأسطورة كنوع من الواقع الافتراضي لا يقل أولية ولا واقعية عن الواقع ذاته، كما نشاهد ذلك اليوم في مخابر هندسة المجتمعات وصياغة الذاكرات من خلال النفث الموحي المشَكِّل لكل رؤية بواسطة الثقافة الإيديولوجية ووسائل الإعلام؟ أمرد ذلك إلى البيئة الثقافية الشرقية وجذورها المتجذرة في الخرافة وتمثل الأسطورة كدين حاكم وناظم خارج الزمان والمكان؟. أم هو تنفيس عن حالة نفسية مرضية عندما تجابه الأمم بظروف قاهرة متغلبة لا طاقة لها بها، ولا بتحمل تبعاتها ونتائجها وعواقبها؟

أم ترى أن الأسطورة كفكرانية وشيطنة، تطور باستمرار، على غرار الدودة الشصية، طرائق للتغلب على ملكات الإنسان العقلية ومناعاته المنطقية حتى غدت له قدراً مقدوراً لا فكاك له منها، كما يشهد لذلك كثرة الأنبياء والرسل، التي أرسلت تَتْرا ولكل الأمم وفي كل العصور، لفك أغلال وإصر الإنسان من أسر الأساطير والخرافة في كل مرة، إلا لتعود متبرقعة ومتبرجة تحت عباءات وتقمصات أخرى؟.  

وإن كان هذا أو ذاك أو كلها جميعها، ألا يمكن لطرائقنا التي اكتشفنا بها صيرورة الدودة الشصية كطفيلية " بطن" أن تكون ذات نجاعة في الكشف عن دورة الدودة المهدوية كطفيلية "ذهن" في الإسلام التاريخي والجغرافي؟.

تسجيل العضوية بالموقع ضروري لإضافة أي تعليق