بين يدي التحليل
المنة موصولة أولاً لمن تولى، مشكوراً، رقن هذا النص من الخطبة ونشرها على "الفيس بوك".
وقد تبين لي من معاينة أولى للنص أنه يحتوي على بعض أخطاء، وبألفاظ لم تضبط، مما اضطرني إلى مقابلة هذا النص مجدداً بالخطبة المرئية المسموعة، وتصحيح الأخطاء منها.
ووددت لو أن الدكتور عدنان إبراهيم نشر نص الخطبة مصحوباً بمراجعه وملحقاته في بحثه الأصلي، حتى يتمكن القراء، وعلى قلتهم، مقارنة مع عدد المشاهدين، من الاستفادة القصوى من النص المكتوب، والذي له متطلبات عرضية وسردية وتوثيقية يستغني عنها النص الشفهي المسموع.
هذا، وقد وجدتني أرجع كثيراً إلى الخطبة السمعية البصرية لألتقط منها نبرة الخطيب وتقاسيم وجهه وحركات جسده في بعض المقاطع حتى ألتقط منها نفسه وانفعالاته مع نصه.
وهي لغة لا يمكن نقل شيء منها في النص العاري المكتوب المستقل عن كل كاتب وكل قارئ وكل مُلقي وكل مُتلقي.
وبما أن هذه الإحالات قد استغنى عنها النص الذي بين أيدينا، فلا يبقى أمامنا سوى تتبع ما ورد منها صريحاً في الخطبة من دون لبس، كي لا نحمل النص ما لا يحتمل.
وكنت اتوخى، ضمن سياق هذه الردود، على ما فصلنا في الأجزاء التسعة السابقة، أن أكتفي من الخطبة بما ورد فيها بخصوص سن عائشة أم المؤمنين عند دخول الرسول صلى الله عليه وسلم بها خاصة، دون باقي ما تعرضت له الخطبة، لارتباط الموضوع بمبحثنا الأصلي، حيث كنت سأقوم، بعرض ما قاله الخطيب بخصوص هذا الموضوع، وأقارنها بما خرجنا من أخبار في الأجزاء الأولى الأربعة من هذه البحوث، لأناقشها، على غرار ما قمنا به في ردنا على الدكتور الشريف العوني في الأجزاء: الخامس، والسادس، والسابع، والثامن، والتاسع من هذه البحوث،....
لا أنه تبين لي أن عزل موضوع سن زواج أم المؤمنين عائشة، من سياق الخطبة التي ورد فيها، سيبتره لا محالة من مقدمات ضرورية لفهم أسباب إيراد الخطيب له وقصديته من إيراد تلك المقدمات موطئاً بها لموضوعه الرئيس.
أضف إلى ذلك أننا بإزاء خطبة وعظ بمتطلباتها الشرعية والدعوية ولسنا في إطار معالجة بحث علمي صرف، بمتطلباته النقدية المعهودة.
هذا وقد توسعت في إيراد بعض النصوص الميتالغوية الشارحة التي يتطلبها المقام، تنويعاً على النص في صيغته المكتوبة التي بين أيدينا.
ونظراً لطول الخطبة، وبغية تيسير الإحالة على بعض فقراتها أثناء التحليل، فقد قسمتها إلى مقاطع وضعت لها عناوين فرعية مستشفة من الفقرة المعنية، بحسب ما تعرضت له من موضوعات.
