29
الجمعة, آذار
0 مواد جديدة

إنه لا يحار لدينا السائلون
Typography
  • Smaller Small Medium Big Bigger
  • Default Helvetica Segoe Georgia Times

المختبر الحديثيالمختبر الحديثي: إنه لا يحار لدينا السائلون في خبر "الكساء"

الجواب الجزئي السريع

اعلم أخي الكريم، وكقاعدة عامة: أن كل خبر قال فيه المتأخرون بأن: له شاهداً أو متابعاً فهو عادة مما لا ينتهض للوقوف على قدميه بنفسه.

وما كان هذا حاله في افتقاره إلى غيره من الأخبار لجبر ضعفه، فهو باق على ضعفه ولو شهد لمتنه ألف خبر وخبر، إذ العبرة في هذه الحال بالشاهد وليس بالمشهود له عملاً بالقاعدة الفقهية أنه:

متى حضر الماء رُفع التيمم

وكنت أحبذ وأفضل أن تخرجوا هذا الخبر بأنفسكم كتمرين تطبيقي لتتيقنوا ببرد اليقين من "القاعدة العامة" في الأخبار السياسية والعقدية المتحيزة ومنطوقها كالتالي:

كلما استفاضت أخبار في موضوع سياسي أو عقائدي متحيز فهو إلى الوضع أقرب

وتجدون على هذا الموقع تصديقات عدة لهذه القاعدة. أنظروا مثلاً:

حديث الأئمة من قريش،

المهدي اللامنتظر،

جدلية القرآن والسنة (في الرعد والبرق والصواعق)،

وغيرها من الأخبار.

ولا يشذ خبر "الكساء" عن هذه القاعدة لوجود عامل التحيز بالذات في نصه.

لكن، وكي لا أنمي فيكم كسل الاسترواح إلى قول المتخصص دون أن يمدكم بدليل ترجعون إليه عند الضرورة، أو أذركم على حر جمركم في انتظار ابتداء بث دروس الهندسة الحديثية الافتراضية على شبكة الإنترنيت، فسوف أوافيكم هناً بتخريج الطرق الأربعة التي جاءت في سؤالكم، لتتناولوها كسلطة في فتح الشهية بانتظار الطبق الأهم، الذي ما زال يحتاج إلى بعض اللمسات الإجرائية (رسم خرائطه الزمكانية التفصيلية الكثيرة) لتيسير هضمه من طرفكم ومن طرف باقي الضيوف الكرام في هذا المنتدى، دون أن يُصاب أحدكم بمغص التخمة من كثرة ما فيه من توابل الوضع.

وقد كان يكفيك، وقد تبينت أن الإمام مسلماً رحمه الله لم يخرج من سند "الكساء" في صحيحه سوى سند مصعب بن شيبة المتفرد، والشاذ، والمنقطع في آن (وهو ما أوقفناك على حاله في "إجابة الحيران")، أن تستنتج أن:

مسلماً أعياه البحث، لا محالة، عن طريق يفي بشرطه إلى أي صحابي آخر فلم يجد، وإلا كانت هذه الطرق قد وجدت سبيلها إلى صحيح البخاري قبله ثم إلى صحيحه من بعده!.

ويبقى الهدف المأمول من وراء إجابتك، وإجابة آخرين مثلك من خلالك، هو الحيلولة دون أن تتطرق الحيرة أو الشك إلى نفسك أو أنفسهم، ولو لطرفة عين، بخصوص اليقين في وضع هذا الخبر، خصوصاً وأن مثل هذه الأخبار لها مروجوها المموهين بها على ضعاف العقول والمقلدة البله، وسدنتها المتآكلين منها.

ولك أن تنتظر منا أن يكون تخريجنا استقصائياً بما يفي بالغرض، وحكمنا بـ "الضربة القاضية" وليس بـ "النقط الفنية" التي ألفتها في مثل هذا الحقل من قبل، كي لا تحتاج بعدها أن تعيد طرح مثل سؤالك هذا مجدداً فيما يشبه الدور وتحصيل الحواصل.

هذا، وكلما انتهينا من رسم خريطة من خرائط الخبر الزمكانية التفصيلية (وهي للتذكير كثيرة)، عرضناها هنا على هذا الموقع تباعاً حال الفراغ منها لتستفيد منها ويستفيد منها باقي المسلمين. إذ هي دليلك المادي الملموس الذي يلخص لك مسار الخبر عبر الرواة والزمن.

فلنشرع إذاً على بركة الله في الرد.

تسجيل العضوية بالموقع ضروري لإضافة أي تعليق